كانت ليلة شتاء مجنون
جذبني فيها اللحن الحنون
لذلك المكان الذي يبدو
أنه في ّاخر هذا الكون
جلست في أبعد طاولات المقهى الفخم
وكان يبدو مثالياً كأنه جزء كبير من حلم
والجو خارج الزجاج بارد جدا والليل معتم
كانت الإضاءة خفيفة تتلألىْ على قهوتي
وبخارها الساخن يداعب أطراف نظارتي
واصابع يدي تتحرك على جهازي لبدء خاطرتي
لم اعرف ماذا اكتب ومالت يدي على سيجارتي
مرت ساعة ولم اكتب سوى كلمات بالكاد
ولكني انتبهت لنظرتكِ بين الطاولات البعــــاد
امسكت بكِ تتجولين في شعري الشديد السواد
وتتأملين ملامحي وتجوبين اغراضي بكل إستفراد
وحالما أنتبهتِ لي ابتسمتي وشاح بصركِ
وكأنكِ تنوين بدء لعبة شقاوة النظرات معكِ
وفعلا غاصت افكاري في لون أعينكِ
وبقيتي تسترقين النظر دون أن أكشفك ِ
كانت الاعين تفضح حنان كبير بداخلك ِ
وشعركِ الطويل ينساب مثل النهر على جبهتكِ
ورموشك الناعسة تخبرني عند مدى خجلــــكِ
فاضطررت أن اعتقكِ من نظراتي كي لا تربككِ
وكان صعباً ان ارفع اعيني بعيدا عن سحر اناقتكِ
ولكني ابتسمت حينما رأيت النظرة تأتي مجددا منكِ
وإذا رأيتيني ارتشف قهوتي تقلديني في رشفتكٍ
حتى حركة ملعقتي على كوبي تتحرك ايضا على كوبكِ
توقف كل شيء حينما تمثلت على شفاتكِ نصف ابتسامة
احسست اني تغلغلت بداخلكِ وتغير كل شيء من مكانه
لم تكن اعينكِ ترمش ولا اعيني والمقهى اختفت أضوائه
نعم سيدتي لقد سافرت إلى الخيال معكِ الأن ودخلنا كيانه
وكنت اراقص طيفكِ فوق سحاب المقهى بكل سعاده
وسمعت صوتكِ المجهول ينطق لي بأول حروف كلماته
وشممت عطـــركِ الهــــــادىء يغريني بأن ابقى زيادة
ثم عدنا بعد طيراننا بعد أن توقفت في المقهى إلحانه
ولمحت نظره حزن منكِ تعاتب المقهى بإقفاله قبل اوانه
لملمتي اغراضكِ و في اعينكِ امل بالرجوع يوماً أكيد
ورحلتي تنظرين من خلفكِ لي وتنطقين بالتأكيد
وبعد فترة رجعت لجهازي لـ ارى ماكتب من جديد
فوجدت اني توقفت بعد عبارة
....لقاء بدون مواعيد ...