--------------------------------------------------------------------------------
من هي الفرق.. من هم المنشدون؟
لم يعد الفن الإسلامي وتحديداً عالم الأنشودة يعتمد على الهواة من أبناء المسجد الواحد، يضربون على صفيح أو خشب ليضبطوا إيقاع أنشودة لحّنوها بفوضوية وعدم إتقان، وأنشدوها معتمدين على قوة الصوت وضياع جماله بالإنشاد الجماعي. بل باتت الفرق تحترف الإنشاد وتتسلح بعلوم الموسيقى والإيقاع وتعتمد على جمال الصوت وقوة الأداء، وبات الإنشاد مصدر رزق أيضاً، لدرجة بات بعض المغنين في مناطق فلسطين يعتمدون الكلمات والآلات المعتمدة لدى الفرق الإسلامية، ليقولوا أنهم فرقة إسلامية للغناء في الأعراس.
وقد سجل عدد من المنشدين شهرة كبيرة، ومثلهم الفرق المحترفة، وفيما يلي عرض لبعض سِيَرهم.
فرقة اليرموك
مع إشراقة شمس صيف العام 1979 انطلقت فرقة اليرموك وكانت حينها تحت اسم فرقة (أبو أحمد) المؤسس الأول معلنة ميلاد لون متفرد جديد من الفن الإسلامي. وما إن أطفأت شمعتين من عمرها المديد حتى أحدثت نقلة أخرى في لونها وأدائها فعرفت بفرقة ((غرباء الإسلام))، وفي العام 1984 أعادت الفرقة صياغة عملها الفني على الساحة المحلية والخارجية، فارتقت شعلتها عطاء وتميزاً ورسالة باسم فرقة اليرموك الفنية تحت لواء نادي اليرموك في عمان.
عملت الفرقة –بإشراف الفنان محمد الغرابلة- على نقل أعمالها الفنية إلى قطاعات عريضة من الجماهير كالجامعات والنقابات والمدارس وغيرها، وتحيي الفرقة العديد من ليالي الزفاف في المناطق المختلفة من الأردن، ولها عدد من أشهر إصدارات الأعراس ((أفراح اليرموك)) و((ساعة فرح)) وغيرهما. أصدرت عدداً من الأشرطة التي لم تشتهر عربياً وبقيت في الإطار الأردني المحلي، إلى أن أصدرت شريطها المتميز الذي واكب انطلاقة انتفاضة المساجد (1987) والذي حقق شهرة كبيرة للفرقة، وهو إصدارها الثامن ((أغاريد للوطن - قادمون))، ثم أتبعوه بشريط ((أمي الحنونة)) و((لا شيء يهم))، وأبدعوا في شريط ((عشرون عاماً)) خاصة على مستوى اللحن.. وللأطفال أصدروا أشبال اليرموك (شريطان)، وأطفال فلسطين (شريطان).
تشارك الفرقة في لوحاتها الاستعراضية في الأعمال المسرحية كمسرحية ((مدينة لا تعرف الحدود))، ومسرحية ((أبو محجن يظهر في القدس)).
شاركت الفرقة في الكثير من الفعاليات الفنية التي أقيمت داخل الأردن وخارجه مثل: أمريكا، فرنسا، السودان، لبنان، السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة والجزائر.
فرقة روابي القدس الفنية
تأسست فرقة الروابي الفنية عام 1987 في دولة الكويت، وتميزت منذ يومها الأول بلونها الشعبي المعروف في حفلات الأعراس، ثم انطلقت لتوسع مشاركتها وجماهيريتها من خلال المهرجانات العديدة التي شاركت فيها.
في عام 1991م وبعد حرب الخليج وفي ظل انتقال الفرقة إلى الأردن، وجدت الروابي نفسها أمام قطاع جماهيري أوسع وأمام مجال كبير للمنافسة في ساحة العمل الفني الإسلامي والشعبي في الأردن.
امتازت الفرقة باللون الشعبي في بداياتها لكنها استطاعت لاحقاً أن تطور نفسها بحيث أتقنت كثيراً من أشكال وألوان الفن الإنشادي (الوطني والثوري والشعبي والفلكلوري والطربي والخليجي)، عدا عن وصلات الدبكة واللوحات الاستعراضية التي أضافت رونقاً خاصاً للفرقة وكان من أهمها استعراض ((لوحات مقدسية)).
قدمت الفرقة عدة إصدارات متميزة تميزت بقوة الكلمة وعذوبة اللحن وحسن الأداء من خلال بعض الأعمال المشتركة مع فرق إسلامية أخرى.
وتتكون الفرقة من قسمين: المنشدين؛ ((كورَسْ)) ومنشدين رئيسين. الاستعراض، أفراد الاستعراض (الدبكة) عدا عن ضابطي الإيقاع.
تتميز فرقة الروابي بعلاقاتها الاجتماعية العامة مع كثير من الجهات الداخلية والخارجية، كما وتتميز من خلال اللجنة الاجتماعية بالفرقة فيما بينها بعلاقات وطيدة وزيارات مستمرة بين أعضاء الفرقة، بالإضافة لإقامة العديد من الرحلات الدورية والأنشطة المشتركة والعمرة كل عام..
فرقة الاعتصام
تأسست فرقة الاعتصام عام 1985 لإحياء العرس لإسلامي وطرح النشيد لإسلامي الملتزم، وتطورت بعد ذلك من النشيد الإسلامي الهادف إلى المسرح الإسلامي الهادف، ومن فرقة محلية تقدم الأعراس والحفلات والمهرجانات المحلية اٍلى فرقة قُطرية وعالمية، تضم الفرقة حالياً 12 عضواً، وقد أنتجت الفرقة ما يزيد عن اثني عشر إصداراً سمعياً وأعمالاً فنية أخرى، وقدمت عروضاً لأكثر من 15 مسرحية إسلامية. كما أنها أحيت الكثير من الأعراس والاحتفالات والمهرجانات الإسلامية على المستوى المحلي، القطري والعالمي، فقد قدمت عروض لها في لندن، اسكتلندا، السويد، فرنسا، ألمانيا النمسا وغيرها من الدول الأوروبية والعربية.
من أبرز اٍصداراتها: سراج الأقصى الذي قدرت مبيعاته ب 75 ألف شريط داخل أرض الإسراء والمعراج، وشريط ((حسبي ربي)) بالاشتراك مع الفنان أيمن الحلاق، وشريط ((عشاق الأقصى)) و((أبناؤنا في خطر)) بالاشتراك مع فرقة النور، وشريط ((نبض الأرض)) الذي ضم إحدى أجمل الأناشيد التي رثت الشيخ أحمد ياسين.
فرقة النور
إنها الإرادة، من دون شيء إلا عون الله ومن ثم الإرادة تأسست هذه الفرقة. وقد كانت البداية عام 1980 صعبة جداً لعدم وجود المؤهلات، فالشعر الإسلامي والشعر الملتزم ما كان في متناول أيديهم، وما كان موجوداً أصلاً بحوزتهم، كذلك الأمر لم يعرفوا شيئاً في التلحين، أو حتى أناساً مارسوا هذا المجال للاستفادة من خبرتهم فكانت البداية ارتجالية.
رغم الإمكانات المتواضعة وجدوا الكلمة واجتهدوا في الحصول على اللحن، فبدأوا في النشيد والمسرح معاً ليضعوا حجر الأساس للعمل المسرحي الاسلامي، كما أنهم بدأوا بالأناشيد الروحانية الدعوية، وقد كانت أول أنشودة لهم قصيدة للسيد قطب ((أخي أنت حر)) قام بتلحينها بطريقة عفوية الشيخ علي الصالح.
بدأت الفرقة بإحياء الأعراس الإسلامية، ومن ثم بعض المناسبات وكانت البداية رغم الافتقار لكثير من المقومات. بدأت الفرقة بالنشيد والمسرح معا حيث أن فرقة النشيد هي نفسها فرقة المسرح، وقد أنشأوا مسرحا قوياً رغم عدم وجود كتّاب سيناريو. ومن أبرز أعمالها المسرحية (( سوبر ستار))، ومسرحية قدمت في مهرجان ((الأقصى في خطر)) التاسع بعنوان ((رهائن الأقصى))، حيث انتجوا في هذا المهرجان مسرحاً إنشادياً دمجت فيه بين المسرح الجاد والفكاهي وبين الإنشاد. وتخطط الفرقة الآن لمسرح متجول وعرض مسرحيات في غير المناسبات التي تحييها الحركة الإسلامية وعرضها في أطر أخرى مثل المدارس وغيرها.
بلغ عدد إصدارات فرقة النور 25 إصداراً، كان آخرها (( وطن وجراح)) و((رهائن الأقصى))، ((أهازيج الروح)) ، ودرة إصداراتها ((أغثني إلهي)) وهوشريط روحاني، كذلك شريط الأفراح وثلاثة أشرطة لقضية الانتخابات، بالإضافة للشريط المشترك مع فرقة الاعتصام.
فرقة الغرباء
مع بداية الصحوة الإسلامية في أواخر السبعينيات، في الضفة الغربية خاصة كان المولد، ومما تتشرف به الفرقة أن يكون صاحب فكرة إنشائها هو القائد الشهيد جمال منصور، واقترح لها تمشياً مع انطلاقة الصحوة الإسلامية الراشدة، وكونها كانت –في بدايتها- غريبة على الناس، مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام ((إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء)).
تأسست الفرقة عام 1979، حيث جابت كل أرجاء فلسطين طولاً وعرضاً، تحيي المهرجانات والمناسبات الإسلامية، وأحيت الأعراس بابتكار ((استعراض المشاعل)) والطبول في افتتاحيات الأعراس والمهرجانات. وأعطت الانتفاضة للفرقة زخماً جديداً عام 1987، حيث أخذت تركز على النشيد الجماعي، ذي الطابع الشعبي والجماهيري، حيث تم في هذه المرحلة تسجيل الشريط الثاني عام (1987)، والذي كان له دور كبير في إشعال الحماسة في نفوس الشباب المسلم من أبطال الانتفاضة الأولى، فقد كانت مآذن المساجد تصدح به خاصة أنشودة ((قسماً بالله الجبار لتعودي يا دار)).
وبين الأعوام 1991-2000، مرت هذه الفترة بحالة مد وجزر، بسبب الظروف الصعبة التي كانت تمر بها أرض فلسطين، وبالرغم من ذلك فقد تم تسجيل أربعة إصدارات هي ((مرج الزهور))، ((من جرحك تصنع أغنية))، ((لحن الحرية))، ((غضبي نار)). وقد امتازت بتنوع ألحانها وتجدد الأصوات فيها.
واكبت الفرقة انطلاقة ((انتفاضة الأقصى)) وقد انتقلت الفرقة -في هذه الفترة- نقلة نوعية في الأداء واللحن والكلمة والتسجيل فكان إصدارها المعروف ((استشهاديون)).
فرقة البراق الفنية في دمشق
تأسست فرقة البراق الفنية في 1/4/2002، وباشرت عملها الفعلي في 1/7/2002. اتخذت الفرقة من الحس الوطني الإسلامي نهجاً لها سارت عليه في كل أعمالها.
في عام 2002 أحيت الفرقة حوالي عشر حفلات زفاف في مختلف المناطق في سوريا. ثم أصدرت شريطها الأول بعنوان ((يا بلدنا)) وقد ضم ثمانية أناشيد منها أربعة من كلمات وألحان الفرقة.
ومما يدل على تطورها السريع في عام 2003، أحيت الفرقة في سوريا حوالي 40 مهرجاناً أو حفل زفاف في مختلف المحافظات، كما شاركت في مهرجانات ((الأقصى أمانة)) والتي أقيمت في لبنان في ذكرى إحراق المسجد الأقصى وشملت معظم المناطق اللبنانية.
في عام 2004 أحيت الفرقة 14 مهرجاناً و37 حفل زفاف في سوريا، كما وأحيت عدة مهرجانات في لبنان. وأصدرت شريط للشيخ الشهيد أحمد ياسين بعنوان ((شيخ الشهداء)).
في عام 2005 أحيت الفرقة 55 مهرجاناً وحفل زفاف في سوريا وأحيت عدة مهرجانات منها: حق العودة – عرس الشهداء – عرس انتصار غزة.
وقد أصدرت الفرقة حديثاً شريطاً بعنوان ((عرس الانتصار)) حيث شارك في هذا الشريط عدد من كبار الملحنين والشعراء والفنانين.. ويتضمن هذا الإصدار بعض إنجازات المقاومة وجزءً من تضحيات شعبنا التي أدت إلى تحقيق الانتصار وبخاصة القادة الشهداء والاستشهاديات وأمهات الاستشهاديين ((خنساوات فلسطين)).
وتعمل الفرقة حالياً على تجهيز إصدار جديد خاص بالأطفال وآخر للتراث الشعبي الفلسطيني إن شاء الله.
فريق الوعد
انطلقت مسيرة فريق الوعد عام 1992 في طرابلس شمالي لبنان، حيث قدم نمطاً جديداً على مستوى الأنشودة الإسلامية، فقد جعل القدس والأقصى نصب عينيه، حاملاً القضية الفلسطينية بكل أبعادها، متناولاً الكثير من جوانبها بما يتلاءم مع قوة اللحن والكلمة والنبرة الهادفة والأداء المميز. وهو بحق قد أضاف على المكتبة الإنشادية الإسلامية لوناً جديداً خاصاً به.
يتناول فريق الوعد في أناشيده الموضوعات الجهادية الحماسية التي يرمي من خلالها إلى استنهاض معالم القوة والتحرر والتحدي في واقع الأمة المعاصر. ويسكب مفاهيم المقاومة في كلمات مفعمة بالقوة وألحان ملهبة للمشاعر من أجل عولمة ثقافة المقاومة واسترداد الحقوق، والإنشاد التربوي الداعي إلى تهذيب النفوس وصقل الفطر السليمة والعودة بالذات إلى حضن التربية الإيمانية.
ويتناول أيضاً أناشيد العرس الإسلامي، حيث برع فريق الوعد في إحياء العرس الإسلامي مكرساً له وجاعلاً منه مظهراً حضارياً، يلبي حاجات المجتمع، ويرتقي إلى مستوى الفرحة المطلوبة.
يحرص فريق الوعد على اقتناء الاجهزة الصوتية ذات الجودة العالية حيث واكب روح العصر بإيقاعاته وبالآلات التي تخدم اللحن المتميز والكلمة القوية. فضلاً عن استخدامه الموسيقى الخفيفة كخلفية من المؤثرات السمعية والبصرية التي تزيد من رونق الحضور المسرحي للفريق.
أشهر إصدارات الفرقة على الإطلاق، هو شريط ((أطياف الاستشهاد)).
موضوع: تعرف على اشهر الفرق الانشادية الاسلامية 
