وللهيكل موقع خاص في نفوسهم ووجدانهم يستوي في ذلك المتدين والعلماني, وهم يبالغون في نظرتهم لمكانة الهيكل إلى حد وضعه في مركز العالم, وحسب تعبير الباحث محمد حماد الطل "لأنه بني في وسط القدس الكائنة في مركز الدنيا، وقدس الأقداس الذي يقع في وسط الهيكل هو بمنزلة سُرة العالم، ويوجد أمامه حجر الأساس النقطة التي عندها خلق العالم. والهيكل عندهم كنز ثمين بل هو أثمن ما في السموات الأرض، لأن الله- كما يزعمون- خلق السموات والأرض بيد واحدة بينما خلق الهيكل بيديه كلتيهما، بل إن الإله قرر بناء الهيكل بنفسه قبل خلق الكون نفسه".
ولديهم تأملات شيطانية كثيرة بخصوص الهيكل، فالفناء المحيط بالهيكل بمنزلة البحر والمقدس هي الأرض وقدس الأقداس هي السماء، وهم يذكرون الهيكل في كل المناسبات كالولادة والزواج والمرض وصلاة منتصف الليل وعند الوجبات والوفاة, فعند الزواج مثلاً يحطم العروسان كوباً فارغاً للتذكير بدمار الهيكل....الخ.
باختصار لقد دفعتهم الحاجة الى المبالغة في مكانة الهيكل حتى أصبحت له مركزية السلطان السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى جانب السلطان الديني. وعبر 55جيلاً نسجت أحلامهم الأوهام حول الهيكل وكيفية إعادته, إلا أن أوصلونا الآن إلى عصر الهيكل الثالث المزعوم.